فدائي

0

3,528

الصفحة\3 من يومياتي في حرب 1973

الثامن من تشرين الاول 1973......مر علينا ليل طويل لا اتذكر اني نمت الا ساعات قليلة واين نمت؟؟ داخل الدبابة بعد جهد فكري طويل وانا اناشد كل الاجزاء الداخلية من الاجهزة الاسلكية الى الرشاشات الفارغة من العتاد واماكن رزم عتاد المدفع الثقيل وحتى زمزميات الماء متى نشارك في المعركة؟؟وكيف نستخدم هذه وتلك؟؟؟ وجائني شريط من المعلومات السريعة لكل ماتعلمته في هذه الدبابة الرائعة (تي 55) الروسية الصنع وكان رقمها العسكري (36396)وكان شعارها (3-1 ادم)اي الرعيل الثالث من السرية الاولى دبابة العريف الاقدم...لاادري كيف غفوت ونمت؟؟ على كل حال نهضت صباحا فيه لسعة برد تشرين وهذا لايهم فنحن شباب تدربنا سنين لتحمل كافة الظروف الجوية الصعبة(مطر-برد-حرشديد-عواصف ترابية) لا شىء يثنينا عن اداء الواجب العسكري في اي وقت...بعد فطور بسيط(شوربة عدس+شاي) كان كل شىء لذيذ حتى الصمون المصنوع من طحين الاذرة المحمص اليابس كان لذيذا بحق...ناديت على زميلي( طالب محمد) شنو الاخبار فقال ربما نتحرك اليوم!!!فقد سمعت من الضباط انهم ينتظرون ناقلات الدبابات التي ستصل في اي وقت لتحميل دبابات الكتيبة والذهاب بها الى الجبهة في سوريا..وبدانا في الادامة اليومية للدبابات وتصليح بعض العطلات البسيطة وتكملة النواقص ان وجدت...انشئت على عجل اذاعة ميدانية ومكبرات صوت من قسم التوجيه السياسي لسماع اخبار المعركة (تتقدم القطعات المصرية الباسلة داخل شبه جزيرة سيناء وتسحق فلول العدو الصهيوني المنهارة وتقتل وتأسر اعداد كبيرة منهم) وصوت فريد الاطرش (شعبنا يوم النداء فعله يسبق قوله لاتقل ضاع الرجاء ان للغاصب جولة - قل لهم اين المفر ؟ لا لعدوان مقر قد تأخينا هلالا وصليبا وتلاقينا قريبا وبعيدا)وصوت ام كلثوم ( اصبح عندي الان بندقية - الى فلسطين خذوني معكم - الى رُبأُ حزينة كوجه المجدلية الى القباب الخضر والحجارة النبية ) و( دع سمائي فسمائي محرقة دع مياهي فمياهي مغرقة اترك الارض فأرض الصاعقة)
تصدح بها حنجرة الفنانة الثورية (فايدة كامل)....حتى بعد الظهر لم تاتي الناقلات...وصدرت الاوامر ان نتحرك بالدبابات على السرف فتعجبنا من الامر لاننا تدربنا على سياقات ثابتة ان لاتسير الدبابة مسافات طويلة الا في ساحة المعركة ولمسافات معدودة ولكن (دمشق العزيزة )مهددة بأجتياح من العدو الصهيوني ولابد الاسراع في نجدتها
الناقلات ذهبت الى تكريت لتحمل دبابات اللواء المدرع12 البطل كأسبقية أولى ونحن نتحرك بالدبابات على محور-مسيب-فلوجة-رمادي- منطقة ال160 لحين عودة الناقلات الفارغة لتنقلنا الى الجبهة السورية وكان قرارا سياسيا صائبا بعد طلب السفير السوري في بغداد التعجيل بحركة القطعات العراقية لان دمشق باتت تعاني من ضعف في الجبهة ولم تصل اليها اي امدادات من الدول العربية سوى العراق العظيم الذي سخر( كل شيء من اجل المعركة )ويأتي صوت بغداد ( لبيك ياعلم العروبة كلنا نحمي الحما- لبيك واجعل من جماجمهم لك سٌلما-- لبيك ان عطف اللواء سكب الشباب له الدماء-- وللحديث بقية اخوتي الاعزاء والسلام..




التعليقات (0)