فدائي

0

3,825

الصفحة/8 من يومياتي في حرب 1973

الثالث عشر من تشرين اول 1973...نستمر بالمسير بعد اصلاح عدة عطلات اصابت الاطارات فكنا ننزل الدبابة من الناقلة ثم نقوم برفع الناقلة بواسطة (جك)كبير عندها نغير الاطار ثم نقوم بحمل الدبابة فوق الناقلة عملية تكلفنا كثير من الجهد والوقت مما ادى الى تاخرنا عن الناقلات الاخرى .تتصف اجواء الصحراء بكونها حارة نهارا باردة ليلا ..فعندما تشرق شمس الصباح وترسل اشعتها الذهبية الى هذه الارض المترامية الاطراف ويظهر سحر الكون العظيم وسبحان الله الخالق العظيم فلا يستطيع اي فنان كبير ان يجسد روعة هذا المنظر الخلاب .لازلنا نرتدي الملابس الصيفية فلم يحين التوقيت بعد لارتداء الملابس الشتوية والذي يصادف 15\10 من كل عام وهناك سياق ثابت تتميز به فرقتنا (الفرقة المدرعة الثالثة )وهي اقدم الفرق العسكرية العراقية هذا السياق هو رفع اكمام قميص البدلة العسكرية الى مسافة اربع اصابع فوق (عكس ساعد اليد) سياق وضعه السيد قائد الفرقة العميد الركن ( اسماعيل تايه النعيمي ) وكان يحرص عليه اولا قبل الاخرين ويا ويل من يشاهده ولم يطبق هذا السياق فالعقوبة مصيره حتما .لذلك ترى جميع سواعدنا وايدينا سمراء من تاثير اشعة الشمس الحارة. تذكرت ذالك وانا ارفع اكمام قميصي العسكري الى مسافة اربع اصابع فوق مفصل الساعد ..انتدب قائد الفرقة لقيادة القطعات العسكرية العراقية بالتنسيق مع القيادة السورية وانيطت قيادة الفرقة المدرعة الثالثة الى العميد الركن (محمد فتحي الجنابي ). زارنا آمر اللواء المدرع السادس ونحن نصلح اعطاب الاطارات للناقلة فنزل من العجلة (كاز قيادة ) الروسية الصنع ونحن واقفين بالاستعداد التام وسأل عن احتياجاتنا بعد ان قدمنا انفسنا اليه واحد تلو الاخر(الرقم__الاسم__الكتيبة_ _السرية ثم الرعيل ) سياق نتبعه عند تقديم انفسنا الى اي ضابط او آمر عسكري لايعرفنا طلب منا اخذ الحيطة والحذر لوجود غارات معادية تستهدف الارتال العسكرية المتوجه الى الجبهة.ودعنا بعد ان اعطانا (جلكان ماء ) كنا في امس الحاجة اليه ..استمرينا بالمسير وجلست انا خلف الرشاشة (دوشكا )المثبتة فوق البرج وبدات اراقب الاجواء والاحظ اي حركة تصدرمن هنا او هناك واشاهد بعض الحيوانات البرية مثل (الارانب والثعالب والصقور)التي تحوم في المنطقة صمت يخرقه صوت فيروز من المذياع تنشد( وطني سمائك حلوة الالوان-- وربوع أرضك عذبة الالحان_هذي الملاعب بالمنى وشيتها وكسوتها حللاً من الاغصان )و(لاجلك يا مدينة الصلاة اصلي _لاجلك يامدينة المآذن _ يازهرة المدائن ياقدس _ياقدس __عيوننا اليك ترحل كل يوم__تدور في اروقة المعابد _تعانق الكنائس القديمة__وتمسح الحزن عن المساجد ) ... وصلنا ليلا الى مدينة الرطبة وكلنا امل الحصول على اطارات جديدة للناقلة التي احترق اطارها فدخلنا احد الفروع بجانب جامع المدينة تجمهر الصبية حولنا وهم يشاهدون الدبابة للمرة الاولى في حياتهم فاَخذوا يطرحون الاسئلة علينا وقاموا بتحيتنا وجلبوا العشاء والشاي من بيوتهم لم نجد مايسعف طلبنا فقمنا بالاتصال واخبرونا ان ننتظر حتى الصباح لجلب الاطارات وهكذا نمنا حتى الصباح ......وللحديث بقية اخوتي الاعزاء.....

التعليقات (0)