فدائي

22

4,830

الصفحة\10 من يومياتي في حرب 1973

نهار الخامس عشر من تشرين اول 1973...بدأت برصد الجبهة بالناظور الشخصي وانا اسمع المدفعية العراقية والاردنية (ارسل الاردن لواء مدفعية 175ملم نصبت على تل الحارة السوري )علما ان الاردن لم يفتح جبهة مع العدو وعرفنا لاحقا ان الملك حسين قد اخبر اسرائيل بموعد الهجوم عن طريق وسطاء له الا ان اسرائيل تجاهلته ضناً منها انه يريد المخادعة ( ويمكرون -ويمكر الله -- والله خير الماكرين )صدق الله العظيم ( مذكرات سعد الدين الشاذلي ) بعد حين هدأت المدفعية ونزلت من الدبابة لتناول طعام الغذاء مع اصحابي فصادف ان التقيت بزميل لي من افراد اللواء المدرع 12 البطل ليخبرني عن فعاليات لوائه مع العدو فقال ( عندما وصلنا الى الجبهة بدأت بعض من دباباتنا بالرمي وهي فوق الناقلة لصعوبة الموقف انذاك وبعد انزال دباباتنا على وجه السرعة صدرت الينا الاوامر بالتقدم والهجوم على اماكن تواجد العدو الصهيوني ..واتخذ اللواء تشكيل النسق بأمر من آمر اللواء البطل (المقدم الركن سليم شاكر الامامي ) والتقدم بسرعة حولت الجبهة الى غبار اثر تقدم الدبابات بسرعة وبجبهة عريضة اثارة تسائلات القائد الميداني للعدو الذي كان يراقب الجبهة بالناظور و هيأ قوات كبيرة لااحتلال دمشق بعد ان طلب منه (موشي دايان ) وزير دفاع الكيان الصهيوني ان يتقدم نحو العاصمة دمشق والتي تبعد (45)كم عن خط الجبهة ويحتلها و ( يتزقنب) فيها (وخسأ انشاء الله )..( تسائل القائد الميداني للعدو عن هذه القوة المتقدمة فأجابه معاونيه انه لواء مدرع عراقي وصل توا الى الجبهة وقال القائد لمعاونيه مستحيل ذالك انها فرقة مدرعة وتتعقبها حتما فرقة مدرعة اخرى لكن معاونيه عرضوا اليه معلومات الاستخبارات الاسرائيلية لكنه لم يقتنع وقال سأعمل تجربة واضع القوات بتشكيل (مربع ناقص ضلع ) فأن اقتحم هذا اللواء التشكيل فكلامي صحيحا ونستطيع معالجة الموقف وان توقف عن التقدم فحتما هو بمستوى لواء ) (مذكزات قائد اسرائيلي في حرب تشرين ) لكن البطل ( سليم شاكر الامامي) واصل التقدم واقتحم قوات العدو التي فرت من امام دباباته وأنفرط عقدها وللاسف الشديد فأن القيادة العسكرية السورية لم تديم زخم الهجوم وتساند هذا اللواء البطل الذي احبط عملية احتلال دمشق رغم أصاباته بخسائر كبيرة وكان اول شهيد عراقي في هذه المعركة هو (الرائد الركن آمر كتيبة دبابات قتيبة )وتراجع اللواء الى الخلف ليتخذ مواضع دفاعية امام تل عنتر ..كذالك روي لي صديقي ما فعله امر اللواءالمدرع 12 مع احد قادة الجيش السوري الذي وجده في موضع ومعه جهاز يرسل فيه اشارات الى الطائرات الاسرائيلية لتضرب مواقع قواتنا وبعد التحقيق معه اعترف بخيانته واعدم في الحال واسمه (عقيد حلاوة) الى جهنم وبئس المصير .... فتحت جهاز الراديو لاسمع اخبار الجبهة المصرية التي حدثت بها ثغرة الدفرسوار وكيف حاصرت القوات الاسرائيلية بقيادة ابن الخبيثة ( العقيد آريل شارون) للجيش الثالث المصري في سيناء ..خبرٌ ازعجني كثيرا وجاء صوت النشيد (ما لعدوان مقرُ--والوغى كرٌ وفرُ ---نحن للتاريخ امجاد بنينا -- ورسالات الهدى بين يدينا ---نحن شعبٌ لايبالي--يتساما للاعالي --في كفاح ونضال --وجنود الله حوله--- ان للباطل جولة --فوق ارضي لن يمروا -- وبها لن يستقروا --في طريق النصر لن نحني الجبينا --لن يهون العزم فينا لن يهونا --ارضنا للحق مهدٌ --وأنتصار الحق وعدٌ--لم يدم للظلم عهدٌ --لم تعش للظلم دولة ---ان للباطل جولة -شعبنا يوم النداء فعله يسبق قوله -- لاتقل ضاع الرجاء --ان للباطل جولة ) وللحديث بقية اخوتي الاعزاء .......

التعليقات (1)

زهير طه     
شكراً لك على الموضوع